21 نوفمبر 2024 | 19 جمادى الأولى 1446
A+ A- A
الاوقاف الكويت

د.محمد عبدالهادي: لا ريادة للأمة إلا بالاعتناء بالقرآن الكريم حفظاً وفهماً وعملاً

01 يونيو 2014

**مدارسنا القرآنية تسعى لتنشئة جيل قرآني مسلح بعلوم العصر

**الخلوة أول مؤسسة تعليمية وتربوية عرفها أهل السودان

** حفظ القرآن يعالج جذريا مشكلة الركاكة في القراءة والكتابة

**العناية بكتاب الله تحد من مخاطر الاستلاب الثقافي والفكري

** حفظ القرآن وفهم معانيه إلى تزويد الطفل بمرجعية قيمية وأخلاقية

لكل دولة تجربتها في الاعتناء بالقرآن الكريم حفظاً وتعليماً وتجويدا عملا بقوله صلي الله عليه وسلم:( خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، وجمهورية السودان تهتم بعلوم القرآن حيث وصلته من عدة مصادر في القرن الرابع عشر الميلادي، وانتشرت خلوات القرآن في بواديه، وكانت الخلوة أول مؤسسة تعليمية وتربوية عرفها أهل السودان، جعلت حفظ القرآن منهجها التعليمي، ثم انبثقت من الخلوات المعاهد الدينية الأهلية والمدارس القرآنية، ثم أنشئت جامعة أم درمان الإسلامية، وجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية.

عميد كلية التربية بجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية بالسودان د.محمد البشير محمد عبد الهادي يرصد تجربة نظم تحفيظ القرآن الكريم وتعليمه في بلاده ، كاشفا أن التربية في المدارس القرآنية من المنهج المحوري الذي يجعل القرآن الكريم أصلاً تدور حوله كل المعارف عبر تنشئة جيل قرآني مسلح بعلوم العصر الحديث، فهي تهدف لتخريج الطبيب الحافظ، والمهندس الحافظ، والطيار الذي يقرأ آيات الله تعالى القرآنية وينظر آيات الله تعالى الكونية في رحاب الفضاء، ويكون بذلك قد أزيلت الجفوة بين تحفيظ القرآن الكريم وإدراك التقدم العلمي.

ربط القرآن بالواقع

وتحرص المدارس القرآنية – كما يوضح د.عبدالهادي- على ربط القرآن الكريم بواقع الحياة اليومية المعاشة، وتأصيل علوم المعرفة، ومنهجها الأكاديمي حول القرآن الكريم، والذي يفتح أذهان التلاميذ لتلقي المواد الأخرى بدراية وإتقان، وقد ثبت ذلك من خلال التقويم السنوي لها، وتوفير الجو المناسب لحفظ القرآن للكثير من الذين يريدون ذلك لأبنائهم، وتقويم ألسن التلاميذ بالعربية الفصحى اعتماداً على الطريقة الالفبائية التي تركز على مخارج الحروف، والحركات، والمدود، مما يعالج جذريا مشكلة الركاكة في القراءة، والكتابة في كثير من المدارس ، كما أنها الطريقة الملائمة لتعليم اللغة العربية للتلاميذ الناطقين بغيرها.

وشدد د.عبدالهادي على أن جعل القرآن محوراً مركزياً للتربية يقود إلي تربية الطفل وفق منهاج الدين والحفاظ علي اللسان العربي، وهو الأمر الذي يؤدي إلى الاقتداء بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي كان خُلُقه القرآن، ويحد من مخاطر الاستلاب الثقافي والفكري باعتبار أن اللغة هي مفتاح الحفاظ علي الهوية من الانطماس والاندثار، بل ويساعد حفظ القرآن الكريم على تزويد الطفل بحصيلة لغوية تجعله قادراً على التعبير عن نفسه، كما تيسر له فهم المواد الدراسية الأخرى.

مرجعية قيمية

وتابع الأكاديمي السوداني: كما يؤدي حفظ القرآن وفهم معانيه إلى تزويد الطفل بمرجعية قيمية وأخلاقية، يقيس بها كل المعارف التي يتحصل عليها من الفضاءات المفتوحة، فينتقي منها ما لا يتعارض مع دينه وخلقه، ويطرح جانباً ما يتعارض معها، مشيرا الى أن المدرسة القرآنية بهذه المعاني السامية تقود إلى تربية جيل قرآني حافظ لكتاب الله، ومزود بعلوم العصر، ومحصن بقيم الدين، ومقتدى بأخلاق نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، وبذلك يتفادى المجتمع مخاطر الغزو الثقافي على تربية الطفل.

نجاحات المدارس القرآنية

وحول النجاحات التي حققتها المدارس القرآنية أفاد د.عبدالهادي أن التقويم

اثبت نجاح تجربة هذه المدارس والتي بدأت بمدرسة واحدة في العام 1412هـ - 1991م، ونقل تطبيقها لمدارس الأساس بولاية الخرطوم في العام 1417هـ - 1997م- 1998م ، حيث طبقت التجربة تدريجياً في ثلاث مدارس في كل محلية ، ثم خمس مدارس، ثم اثنتي عشرة مدرسة في كل محلية، وعممت التجربة علي معظم مدارس مرحلة الأساس بولاية الخرطوم وعددها 1653 مدرسة بنين وبنات، وبلغ عدد مدارس تحفيظ القرآن 1606 مدرسة بنين وبنات، وبلغ عدد تلاميذ المدارس القرآنية 444397 طالبا وطالبة منهم 217195 بنين، و227202 بنات.

جامعة القرآن الكريم

ونشأ تحفيظ القرآن الكريم وبدأ تعليمه بنشأة كلية القرآن الكريم وبدايتها في العام 1401هـ الموافق له 1981م بموجب قانون خاص في إطار المجلس القومي للتعليم العالي- كما يقول د. عبدالهادي- لترتفع بالسلم التعليمي في مجال الدراسات الإسلامية والقرآنية إلي مستوي الدراسات العليا الجامعية، ولتتيح لخريجي المعاهد الدينية ومدارس القرآن الكريم وغيرها فرصَا لمزيد من التأهيل ومواصلة دراساتهم.

أهداف التحفيظ

وتجلية لأهدافه تحفيظ القرآن الكريم وتعليمه - يوضح د. عبدالهادي- أنه لا سيادة ولا ريادة لهذه الأمة إلا بالاعتناء بالقرآن الكريم حفظاً وفهماً وعملاً ، لأن حفظه دليل علي سمو المنزلة وعلو لا لمكانة وارتفاع الدرجة لذلك حرص الصحابة علي تلقي القرآن الكريم من رسول الله -صلي الله عليه وسلم- وحفظه وفهمه، وكان ذلك شرفاً لهم، ولنا فيهم أسوة حسنة، كما أن ربط الطالب بكتاب الله ابتداء ودوماً، سلوكاً وعملاً؛ يقود إلى التأدب بآدابه والتخلق بأخلاقه فهو الجليس الكافي والأنيس الشافي الذي لا يملّ سماعه، وترداده وتكراره فضلا عن الفوز والفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة.

وأضاف إن الحافظ يتصف بالخيرية والأفضلية فعن عثمان رضي الله عنه عن النبي -صلي الله عليه وسلم- قال: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه "، وعن عثمان بن عفان قال: قال النبي -صلي الله عليه وسلم- إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه، بل ويكون من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، ومن كان أهل الله وخاصته فقد أفلح كل الفلاح ونجح كل النجاح، فعن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: (إن لله أهلين من الناس قالوا: يا رسول الله، من هم؟ قال: هم أهل القرآن، أهل الله وخاصته .

خطوات الاجازة

ويحدد د.عبدالهادي خطوات إجازة الحفظة في جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية فيما يلي:

أولا: يأتي الحافظ المتقن المجود للتسجيل عندما يعلن التسجيل للإجازة ويأتي حاملاً المستندات الشخصية الثبوتية .

ثانيا: يختبر الحافظ اختباراً تحريرياً تتكون أسئلته من 30 سؤالاً بمعدل سؤال لكل جزء من القران الكريم.

ثالثا: بعد الاختبار التحريري يجلس الحافظ لاختبار شفوي في لجنة مكونة من الأساتذة الحافظين المتقنين يراعى في هذا الاختبار مدى معرفة الحافظ للتجويد وحسن التلاوة والأداء الجيد

رابعا يعطى الحافظ في الاختبار التحريري مائه درجة ويعطى في الشفوي مائتي درجة مائة للحفظ ومائة للتجويد و الأداء فيصير المجموع ثلاثمائة درجة تجمع درجات الشفوي ودرجات التحريري وتقسم علي اثنين لتصل إلي نسبة النجاح المطلوبة.

وختاما..كل الشكر والتقدير لعميد كلية التربية بجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية بالسودان د.محمد البشير محمد عبد الهادي، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل هذه الجهود الطيبة، وأن يفيض عليه بمزيد من العلم والعمل الصالح.

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت